هيثم الحلاق الإدارة
عدد المساهمات : 72 تاريخ التسجيل : 15/01/2011
| موضوع: ندى القلوبِ أَمطرَ مُزناً ! الإثنين يناير 17, 2011 3:15 pm | |
| مع غروب شمسِ النهارِ عند بدايةِ الألم تكثرُ الأوجاعفتزهقُ الروحُ , وتشهقُ النبضاتُ في الخافقِ الجريح , يناديهِ من عندِ النزفِ جرحهُ الذي أدمى وأغرقَ البسمات , مالي أراكَ على عجلٍ تطلبُ السماء ! ولماذا أوجدَ ربك العلاجَ والدواء ولماذا وضعَ البلسمَ وسقى شجرَ السدرِ أوليسَ حتى تنمو بينَ عشبِ الحرير ينظرُ إليهِ بحرقةٍ وكأنّ عيناهُ تتقدانِ آهاتٍ , [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]صمتٌ هنا مطبقٌ , ووجعٌ في غياهب الليلِ , وأزفٌ وامتعاضٌ ورشحةُ ألمما زالا يتناظرانِ بصراً , بل يتعاركا صبراً , هنا أضاءت السماءُ وتلبدت الغيوم وظهرَ البدرُ ينثرُ النورَ على هاماتِ الجراحليشاركَ النزفَ والجرحَ وصاحبنا المعلولُ .. إما فقداً أو جرحاً أو شوقاً ولعلهُ ذنباً , هكذا حدثتني نفسي , وعندَ الشروقِ نعلمُ كيفَ كانَ ولمَ ؟[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]استلقى على عشبٍ امتلأ خشوعاً حتى سجدَت كل نبتةِ عشبٍ تحته !وأطرقَ رأسهُ على جذعِ شجرة وجعل كلتا يديهِ تحتَ رأسهِ وزاغَ البصرُ نحوَ السماءِ يرتلُ الدموعَ بينَ النجوم , ويعزفُ على وترِ السماءِ أنشودةَ الحنين والشوق , من شدة الأخذِ والجذبِ أقامَ جسمهُ على وضعٍ يستدعي منهُ ذلك ربما .. أثنى ركبتاهُ وضمهما إلى بعضٍ وأومأ رأسهُ ورفعَ كفاهُ في أثناء ذلكَ تتساقط تراتيلُ الدموعِ على بساطِ كفه الأخضر اليانع ,الذي ارتوى خشوعاً , ونبتَ منهُ الدعاء , [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مع هذه الأجواء العامرة تتلظى عليهِ الجروح والقروح , حتى سمعَ أنينَ المساماتِ وشهيقَ الكرياتِ , والكلُّ سمعهم يسبحون ,, بل أستغفرُ اللهَ يستغفرون !وهو يزيدُ تلكَ التراتيل التي أبت إلا أن تتساقط مع صوتٍ يخرجُ فيهِ بحّةُ أنينوالألمُ يتعاظمُ ويتعاظمُ ويتعاظمُ حتى بلغَ منهُ الصراخ بأعلى ما ملكت حبائلهُ وقفزت روحهُ تجري وتسبحُ نحو شيء قريب ويخالُ له ببعيد , ولو نظرَ في وريدهِ لأحس بهِ ,,ريثما تعودُ الروحُ إثرَ نداءٍ سرمدي العطاء ومزلزل الأركان , أقولها لكم نعم ..لا تقلقوا ليسَ أعمى البصر إنما أعمى البصيرةِ قد كان وآلامُ الجروحِ تفيضُ وتلهيهِ عنه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هنا تتلبدُ الغيوم , وتخفي القمر وتعودُ الروحُ لتنغمسَ في أحشائهِ بعد أن تطهرت لتعزفَ الغيوم أنشودة لحنِ الرحماتِ والغفران , حتى تهطلَ مزوناً سرمدي العطاءفتغسلَ الذنوب , وتضمد الجروح , وتطهر القروح , ليعلنَ الفجرُ نداءَ رب السماء إلى المساجد , ولحين طلوع وبزوغِ الفجرِ يتدثرُ ذاكَ المرويُّ عنهُ قصة العذاب .. بينهُ وبينَ ذنوبهِ ؛ يتدثرُ بلحافِ الركعاتِ وغطاءِ الدعواتِ , حتى يأمنَ ويطمأنّ ويهدأَ ويستريح من عناء ما يكابدُ قلبه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومعَ شروقِ شمسِ النهارِ عند بدايةِ الطهرِ والارتياحِ تلتأمُ جراحُ التقصير ,, ويعود كما كان قد ولدتهُ أمه ,, كانَ معكم قصةُ تائبٍ قد أثقلت الذنوب عليهِ فانتشلهُ رب العالمين لأنه يحبه , فكانَ من المستغفرين !وبلغَ جموعَ المتطهرين !والتحقَ بركبِ التائبين ~وجميعهم يحبهم رب العالمين , فكانَ من الذين أنعمَ عليهم ربي , كنتُ هكذا ~~~ وأصبحتُ راجياً كما أصبحَ في صباحهِ ..سائلاً المولى أن يتغمدَ قلوبنا بعظيمِ فضلهِ وكرمه ورحمته وجوده! حرر في ليلة الخميس محرم 1432 هجرى | |
|