بمزحة أضعتُ شرفي وديني !

بسم الله الرحمن الرحيم ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~

بيتٌ قامَ على الخلق العظيم , ومن تعاليم الدين الحنيف كانوا ينهلون , ومن عائلة

عريقة وذات حسبٍ ونسب , لهم من الأموال ما أنعم الله عليهم تبارك الرحمن ,

عائلة قائمة على

أبٌ وقور , وأمٌّ متدينة , وأولادٌ خمسة ..

أكبرهم من يحدثنا بالقصة .. جمال , وأختهُ سارة ! تصغرهُ سناً ..

وهما الحدثان الأهمان في قصتنا الواقعية

كانَ الأب والأم يفخران دوماً بهما , فجمال أكمل الدراسة وتوجه بها نحو الدرجات العالية

يطلب العلا .. وكانت له دوماً المراكز الأولى !

وكان حلم أبيه أن يراه مهندساً

وأما أمه فكانت تحب أن تراه طياراً !

وأخته العفيفة الطاهرة , سارة , كانت تملك من الخلق الطيب والعلم والحديث مالم

يؤتى لصديقاتها مثله , ولها من الجمال ما أكرمها الله بها ,

اعتلت دوماً المركز الأول على صاحباتها ..

ومضوا بهذا ( جمال وسارة ) , ليحققا للأبوين أمنيتهما , وليحققا ما يصبوان إليه ~

وفي إحدى الليالي , ويا ليتها لم تكون , استأذن جمال ليذهب عند صديق له ,

وكان هناك ثلاثةُ أصدقاء لصديقه يزورون عنده , طال الحديث بينهم جميعاً بين ضحكٍ

وأحاديث

حتى قارب الليل أن ينتصف .. وكان جمال مبهور بكلامهم "العسل ", ولبسهم وحديثهم!

حتى قال .. كلهم عسل بعسل !

فأخذوا من قلبه حظاً , وأحبهم .. وعندما قرر جمال الذهاب طلب منه صديقه أن ينتظر

نصف ساعة ويذهب الجميع .. فيذهب معهم

ذهب هذا الصديق وأحضر إبريقاً من الشاي لهم , فشربوا وتلذذوا به , وأحس بعضهم

بطعم غريب في الشاي , وما هي إلا دقائق

حتى أصبحوا يتقيئون ويتفوهون بكلام غير مفهوم !

وكأنهم مجانين , وفاقدي العقل !

ارتطمَ بعضهم ببعض , ووقعت الكؤوس من بعضهم وجعلوا الأرض مفترشاً وكان جمال

معهم فغاب عن الوعي

يا ترى ماذا حدث لجمال وأصدقاء صديقه ! ؟؟

وما هذه المصيبة التي حلت عليهم ! ؟؟

وعند وعيهم واستيقاظهم ماذا سيفعلون !

هذا ما سأحدثكم به إن شاء الله لاحقاً فانتظروني ~

دقت الساعة معلنةً انتصاف الليل, ودقت معها قلوب الأهل على جمال,

فأبو جمال بدت على ملامح وجهه الغضب !

وأم جمال خالطت دمعها قلق ,

وسارة الحنونة أفزع قلبها , كل دقة من دقات الساعة وهي ترتجي من الله أن يعود بسرعة !

فليس من عادته التأخر ..

في هذه اللحظات وفي بيت صديق جمال !

أفاقَ الجميعُ من هذيانهم , وهم يترنحون يمنة ويسرى , ويتسائلون مالذي حدث ؟

وحالتهم كانت تدعوا إلى الحزن الشديد ,

سالوا صاحبهم , ما الذي وضعته لنا في الشاي ؟

اجابهم : لا شيء ,,

أعادوا عليه الكرة , وسألوه ما الذي وضعته لنا , فقال : مزحة كانت !

ويا ويلها من مزحة !

وما ألعنها !

عادوا إلى بيوتهم , مذهولين مما حدث وكان جمال خائفاً , حين وصوله البيت ,

دخل جمال وقلبه يخفق , ووجد علامات الغضب والحزن على أهله ,

أما أبوهُ فأخذهُ بالشدة والشتم !

وأما أمه فقد أجهشت بالبكاء , وأخته التي كانت تحبهُ حباً جماً أخته بالأحضان .

انتهت هذه الليلة على هذا , ولكن تأثير المزحة لم ينتهي هنا !

فبعد ثلاث ليال اجتمعوا و سالوا صديقهم فوراً هلا أعدتَ لنا المزحة مرة أخرى !!!

أعادها لهم , وأصبحوا كما الليلة الفائتة تلك , لا يسترهم سوى الليل على فعلتهم تلك !

كانَ جمال آنذاكَ وإن صح التعبير فقد عذريته !

وعفافه وشرفه ودينه , فقد كل ما يملك من أجل هذه المزحة التي أودت بحياتهم , لاحقاً !

استمر جمال وأولئك الشباب على فعلتهم هذه للمرة الثالثة , وكانت أخت جمال سارة ,

تخفي عن أخيها تأخره

حتى لا يأخذ العقاب من أبيه !

ويا ليتها ما فعلت .. لم تدرك أن أخاها يرتكب شيئاً لم يدري هو نفسه بعد ما الذي يحصل له ..

في المرة الرابعة طلبوا من صديقهم أن يعيد عليهم .. فقال لهم إني لا أملك المال حتى أشتري لكم هذه "المزحة"

فجمع الشباب من أموالهم وأصبحوا مدمنين على هذا الشيء النكير !

ربما أخبرهم لاحقاً هذا المعتدي أنه يضع لهم حبة واحدة في كامل الإبريق و أنهم أدمنوا عليها منذ البداية !

هي حبة واحدة قاتلة مميتة للشرف والنفس والدين , وربكم العليم ما تحتوي هذه من مفعول حتى جعلت منهم

شياطين ليل ,

حتى لا أطيل عليكم ~

انتهى مالهم , وأصبحوا يبحثون عن شيء يسد شهوتهم وإدمانهم !

ولكن عبثاً ,

عن طريق ما تعرف جمال على أحد التجار الكبار أصحاب الملايين , تاجر لهذه الحبوب ,

08080]15]وحين طلب منه الحبوب , قال له أعطيكَ ما تشاء ولكن لي طلب واحد , قال له اطلب ..[/size]

قال أريد أختك سارة !

08080]15]فلما سمع جمال هذا , شتمه وضربه ورحل بعيداً عنهم , لتمضي الايام الثلاث وجمال [/size]

08080]15]يحترق داخله .. ![/size]

08080]15]يريد شيئاً منها .. ولكن ![/size]

08080]15]عاد الشبان ليجتمعوا وكلهم أسى واحتراق مما لم يحصلوا عليه , فاعادوا على جمال طلب [/size]

08080]15]ذاكَ الخبيث![/size]

08080]15]لمَ لا تعطيه أختك .. ليس بها شيء طالما تأخذ ما تريد ..[/size]

08080]15]صمتَ جمال , وصمتت معه جوارحه ![/size]

08080]15]أخرسه الهوى وحب النفس والذات , ولم يعد يدري ما يفعل ..[/size]

08080]15]ألحوا عليه جميعاً فوافق جمال ![/size]

08080]15]وافق أن يبيع عرضه وشرفه من أجل مزحة ~[/size]

08080]15]وافق على أن يبيع دينه وأمانته وكل شيء من أجل مزحة لعينة ![/size]

08080]15]ولكن كيف ؟[/size]

08080]15]كيف سيجعل أخته لهذا الشيطان الخبيث ..[/size]

edium]15]للقصة جزء أخير .. سترون فيه الخطة التي وضعوها من أجل أن يحصلوا على مبتغاهم ..[/size]

08080]15]وستعلمون ما حصل لعائلة أبي جمال بدءً من الأب وانتهاء بأصغر فرد ..[/size]

08080]15]إن شاء الله .. فكونوا منتظرين[/size]

الجزء الثالث والأخير

نعم إخواني وافق جمال , على أن يبيع عرضه وشرفه وكيف لا يفعل وقد أدمن!!
وكيف لا يفعل وقد تركَ كل شيء وغاص في بحر الظلمات ..
لقد اتفق مع أصدقائه أن يدس لأخته " مزحة "

فأمنوا حبة .. وذهب البيتَ وشرار الشياطين تتقاذح منه !
وكعادته عاد متأخراً , وكانت تنتظره أخته العفيفة الطاهرة !
سألته إن لم تخبرني بما تفعله لأخبرن أبواك .. وليتك فعلتِ يا سارة
قال لها سأخبركِ ولكن لي طلب , قالت اطلب !
قال لها : اصنعي لي ابريق شاي
ذهبت سارة وأعدت إبريق شاي فاخر ,

وسكبت له ولها الشاي !

قال لها أحضري لي كأس ماء , وحين ذهبت وضع حبة كاملة في كأسها ..

من التي وضعوها في ابريق .. يريد من أخته أن تقتلَ ما فيها من كل شيء

وعادت له بكأسه , لتشرب كأسها وهي تنتظر منه البوح ..

وما أن انتهت من شرب نصف الكأس إلا وبدأت تتقيأ وسرعان ما غابت عن الوعي

فهرب جمال من البيت خشية ان يراه اهل البيت ,,

وغاب عن منزله ثلاثة أيام , وأبوه يبحث عنه ,,

أرسل جمال صديقه إلى بيتهم ليطلع عن الأمر , وعاد الصديق من عند أبيه يقول له اذهب لا عليك شيء !

عاد جمال لبيته , وقد تعود على السب والشتم , وحتى ربما كان ان يصل للضرب !
ومضت القصة هكذا , وكأن شيئاً لم يكون .

ولكن سارة قالت له ما هذا الذي وضعته في الشاي ذاك اليوم . قال لها لا شيء

قالت له بلى شعرتُ به وبلذة ونشوة لا توصف وكأني لستُ بهذا العالم

قالت أريد منه !

فرفض بالبداية , ثم ما إن عادت تسأله , أسالك بالله نصف حبة , ربع حبة !
تستجدي به .. ولكنه يأبى حتى يجعلها ترضخ لمطلبه الأساسي !

وبعد مضي عشرة أيام .. كادت أن تموت سارة وهي تلح عليه

أرجوك ! ما عدت أحتمل ..

في هذه الأثناء يسأله أصدقائه كيف الامور تسير , فقال لهم على أحسن حال
مرت العشرة أيام وسارة تحترق وتحترق ..
وأتت الليلة تلك حين طلبت منه فقال لها عندي طلب , قالت ما هو ..

قال لها لو شئت فأنا ليس لدي ولكن هناك رجل يملكها وبكثرة ..

ولكنه يريدكِ أنتِ !

فقالت له وعلى الفور هيا بنا فوراً نمضي .. هيا دون تردد!!

عجبَ جمال من تأثير الإدمان الذي قتل سارة العفيفة الشريفة ,

ولم يتوقع أن تستسلم فوراً , وأخذها بحيلة على أهله , محكمة منه

ومضى بها إليه ذاك الشيطان , فقال له اتركها ساعتان وعد وخذ ما تريد

ومضى إلى أصدقائه يحدثهم عن الامر بأنه تم ..

عاد جمال !

ورأى ما رأى .. ودون أن يتحدث أن أخته مع واحد أجنبي !
بل أكمل السهرة حتى الصبح ولم يتركوا منكراً إلا وفعلوه
وحصل كل من جمال ورفاقه , وذاك الخبيث على يريدون !
وانهارت وتحطمت العفة والطهر , وأخذ كل واحد ما يصبوا إليه ..
وأصبحت سارة تتعلل بالذهاب على المعاهد وهي تسلك طريقاً آخر تماماً

كانت تذهب إلى الأماكن المحرمة , وسعياً وراء كل ذنب .. وفضيحة

حتى أصبحت من أكبر المومسات في البلد ذاك !

وحتى لا أطيل عليكم ولعلي اختصرتُ مما سمعته كثيراً كثيراً

ورفقاً بقلبي وقلوبكم .. فوالله ألم الرأس لم يذهب لثلاث أيام

بعدما سمعت القصة من شيخي !
في نهاية القصة ..
جاء اتصال هاتفي ذات يوم من مخفر الشرطة لعمل الأب يخبره
هل أنت أبو جمال .. قال لهم نعم .. وابنتك سارة .. !
فقال نعم ..
قالوا له تعال حالاً وبسرعة إلى المكان الفلاني ..
ذهبَ الأب ووجد على أحد الطرقات , سيارة متحطمة وبها رجل غريب وسارة!
بداية كذب الأب عيناه , ولم يعد يدري أهو في حلم أم حقيقة !

قالوا له هذه ابنتك سارة كانت مع هذا السائح خارج البلد في أحد الاماكن المحرمة ..

واليوم وهما عائدان حصل الحادث لهم فماتا !

يا الله .. ماتت سارة .. وماتت الحياة معها ..

أما الأب فقد جنّ فوراً , فأخذوه لمستشفى المجانين , وأما الأم
فقد خرست !

وجدتهم كانت بالأصل مقعدة ,
وأجهزة الأمن وفي التحقيق عثروا على جمال , وأخذوه إلى المستشفى
للعلاج ليبقى هناك أربع سنوات ..
خلالها باعت الأم الفيلا التي يسكنون بها !

حتى أصبحت هي وأولادها والجدة في غرفتين للأجار بأحد الأحياء البسيطة .
وتوقف الأبناء الصغار عن الدراسة فلم يعد يتوفر لهم مصاريفها ..
خرج جمال , وذهل لما رأى عائلته هكذا ..
والعائلة لا تدري عن أمر جمال أنه هو السبب في كل هذا ..

يقول جمال : كلما لعنوا سارة أقول لهم استغفروا لها ..
وقلبي يقول أتمنى أن يعذبني الله بدلاً منها !
ويقول والله ارتكبت هذا الذنب ولن يغفره الله لي ~

وجاء محدثاً الشيخ القصة التي أسقطت قلبه وقلوب الحاضرين حين قصها !

وانتهى كل شيء إلى تدمير عائلة بأسرها من أجل حبة مخدرات !

مزحة هي ولعنة الله على هذه المزحة حين تمشي بالعروق فتنسي الوليد حليب أمه ,
وتنسي الرجل غيرته على عرضه
وتنسي المرأة عفتها !
وتنسي الإنسان وطنه ودينه .. ويتجرد من كل شيء ..

هكذا قالها بحرقة قلب ودمع مرير .. جمال
انتبهوا إلى أولادكم إلى أين يذهبون وبمن يجتمعون . ومن أصدقاؤهم ..

ثم قال : بمزحة أضعتُ شرفي وديني

************

إخواني الأكارم عذراً منكم لهذه القصة المؤلمة ولكني تلوتها عليكم لتحذروا

ولتخبروا من حولكم أن يتوخوا الحذر !

وقد اختصرتُ منها , وحذفتُ من تفاصيلها الكثير .. حياءً ..

أسأل الله أن يبعدنا عن شر الأعمال حتى نلقاه ..

يقول الله تعالى :

سورة المائدة 90-92

بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ

صدق الله العظيم